لبنان الأرض
ثالوثاً مقدّساً من جبل وسهل وشاطئ، كل شبر منه بنِدْر أرملة شهيد وقبر بطل قائد بيئة فريدة بطبيعتها، وَلدت تلك الشخصيّة اللبنانية الفذة والفريدة بهويتها حصن أزلي في وجه كل غريب، يضمن بقاء الوطن بقاء الله ومرفأ إنطلقت منه الرسالة اللبنانية إلى العالم، لا لتمرّ "مرور الكرام" عبر التاريخ، بل لتفعل به وتسيّره لبنان التاريخ بقدميّتيه الكيانية، أي بظهور أوّل إنسان لبناني، والإجتماعية، أي بولادة الحضارة اللبنانية بفعله القائم على المحبة والمعرفة والحرية، وعطاياه العلميّة والثقافيّة والفنيّة والإنسانيّة التي تشكل أكثر من ثلثي الحضارة العالمية اليوم لبنان المؤسسات دولة سيّدة حرّة مستقلّة، مصيرها في يدها، وقدرها طموح بلا حدود دولة الـ 10452 كلم مربّع على الأقل دولة عبقريّة وبطلة وقديسة في آن عبقرية، كي تملك المعرفة لإدارة شؤون شعبها، إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً وثقافياً. فالعبقرية هي درب التنوّر بطلة، كي تملك الشجاعة لمواجهة الخطر، والقدرة لتنتصر عليه، والإرادة لتفرض هيبتها وتصون كرامة شعبها. فالبطولة هي ضمان السيادة قديسة، بقادتها وساستها، مثاليّة القيم، ومتفانية في خدمة شعبها. فالقداسة هي أسمى درجات الغيريّة لبنان الإنسان وطن الحرية، أي إحترام الإنسان في كرامته الأصيلة التي لا تنتزع منه، أياً كانت تقلّبات الدهر عليه وطن الحق، والحقيقة المستقلة تمام الإستقلال عن كل غوغائية وطن الفكر، ومنارة للعلم والفن والمعرفة وطن المحبة، منبع للقيم السامية، ودرع للمبادئ الإنسانية لـبّـيـك لـبـنـــــان |
الأمّة الـلـبــنـانـيّـة لبنان الأرض، والتاريخ، والمؤسسات، والإنسان
الأرض لأنها وعاء الوجود والتاريخ لأنه فعل الوجود والمؤسسات لأنها حقل الوجود والإنسان لأنه غاية الوجود وفي الكل، ومع الكل، وقبل الكل وبعده، لبنان وهذا الـلبنان، كيان يتجدد كلياً ليبقى، ولا يتجمد شرائحياً ليزول يتجدد من ديمومة، متفاعلة وفاعلة ومستقلة، ديمومة حضارية وقومية، لا مجرّد مظهرية مدنية وتعايشية، ولا معرّضة للبازار والتنازل والمساومة وتوافق أسياد المصالح وإذ يتجدد هذا الـلبنان، يصف واقعه، ويرسم مساره، ويستمرّ في مداره أما الخط البياني لهذا الإستمرار، فهو قدر الأمة، بين المقاومة والجراح، بين الصمود والبناء، بل بين الكينونة والتلاشي وأما معالم هذا الخط البياني، فهي قفزة جسورة فوق المذهبية والطائفية والإقليمية والتعددية والثنائية، إلى الوحدة القومية اللبنانية إنّه سير معاكس، لكن معاكسته ضرورية للقضاء على مناهج التكاذب والتحايل والتخابث، وهو وحده يفتح الباب عريضاً لأجيال من اللبنانيين الطامحين إلى الإستمرار في هويّتهم وحضارتهم ووحدتهم وعطاءاتهم لصون الأرض، وتفعيل التاريخ، وتجديد المؤسسات، وإحترام الإنسان، وسيادة لبنان لبنان سيبقى، كما صمد وبقي عبر العصور لبنان الإنسان سيبقى لبنان الحرية سيبقى لبنان الحقيقة سيبقى لبنان المحبة سيبقى لبنان الله سيبقى وأنا على يقين تام من أن لبنان، بصورته الأزلية، باقٍ بقاء الأبد الياس مطر - مقدّمة كتاب فصول في الوعي القومي |